قال لاري بايج أحد مؤسسي ” جوجل ” سألني موقع كيورا” كيف ستكون جوجل في عام
2030
فكرت قليلا يضيف لارى مجيبا أن جوجل ليس حول بناء محرك بحث. فحسب “نحن فعلا نحقق ذكاء صناعي”. جوجل الأن يعمل على بناء دماغ للعالم والذي سوف يهتم برعاية كل شخص، في كل وقت وفي كل مكان.
بحلول عام ٢٠٣٠ سوف يكون هذا الدماغ العالمي موجود بالفعل، وسوف يهتم بكل واحد منا، وهذا ربما يكون إلى حد بعيد أفضل وأسوأ شيء يحدث للبشرية على حد سواء.
لشرح هذا الكلام، اسمحوا لي أن أقول لكم قصة كيف سيكون يومك في العام ٢٠٣٠
2030 عالم جوجل!
تستيقظ صباح يوم 1 يناير 2030 الجو صقيع في الخارج لكنك تشعر بالدفيء في الداخل في غرفتك! لماذا؟ (مكيف الهواء الخاص بك المعتمد على الذكاء الصناعي) يدرك بالضبط موعد استيقاظك، ويعمل على تدفئة الغرفة كي تستمع بدرجة الحرارة المثالية وقت الاستيقاظ من النوم.
من حصل لك على العش “المنزل” منذ ثلاث سنوات بمبلغ ٣.٢ مليار دولار؟ جوجل فعلت!
تخرج إلى الشارع وتطلب سيارة أجرة تعمل ذاتيا لتأخذك إلى مكان عملك،. من برمج هذه السيارة ؟ جوجل فعلت!
من حصل على تطبيق وايز الخاص بالطرق والملاحة؟ هذا صحيح، جوجل فعلت.
بعد الغذاء تأخذ جولة حول المبنى الذي تسكن به وأنت تضع نظارة جوجل ٢ على عينيك. هذه النظارة الذكية تدرك أن الطقس بارد في هذا اليوم، تدرك أنك تحب الكاكاو الساخن، تدرك أن هناك متجر للكاكاو على ناصية الشارع والذى أوصى به أصدقائك من قبل لذا فالنظارة تعرض عليك أن تأخذك إليه، وإذا وافقت فإن جوجل سوف يكسب بضعة سنتات من أي شئ تشتريه من هذا المتجر. من الذي اخترع هذه النظارة العجيبة جوجل بالطبع ..؟ أنا متأكد من أنك فهمت الصورة.
يمكنني أن أسترسل، لكن الفكرة الأساسية هي أن العالم سوف يصبح متصلا في السنوات العشرين القادمة. العديد من الأشياء سوف تكون مزودة بأجهزة استشعار وتتصل في السحاب. لن تعمل جوجل فقط على إنتاج هذه الأجهزة.
الاتجاه الصاعد
غالبا لا أحتاج إلى شرح لماذا دماغ جوجل العالمي سوف يجعل حياتنا أكثر لطفا؟
التنسيق اليومي الأمثل الخاص بتعاملاتنا اليومية سوف يضمن احتياجنا لاستثمار موارد أقل (طاقة، وقت وتركيز) لتحقيق مستوى عال من جودة الحياة، وأرى في المقام الأول أن ذلك شيء جيد. إذا ما هي المشكلة
الاتجاه السلبي
العالم الرقمي يعاني من ما يسمى “تأثير الفائز الأوحد الكبير”. و هو يعني أساسا أن هناك مكان واحد لفائز واحد في كل قطاع. لذا فإن هناك فيسبوك واحد (المرتبة الثانية في السوشيال ميديا يحتلها تويتر والذي لديه ٣١٩ مليون مستخدم فقط وهذا بالطبع لا يقارن بفايسبوك والذي لديه ١.٨٦ مليار مستخدم). وبالمثل، فإن جوجل تسيطر على ٦٥٪ من سوق البحث على الإنترنت. وهذا عدد هائل خاصة عندما تدرك أن المنافسين مثل ياهو وبينج يسيطرون على ال٣٥٪ الباقية.
الفائز الأوحد بالسوق يعمل على خلق احتكارات لينة، بحيث أن شركة واحدة يمكن أن توفر أفضل الخدمات.
جوجل يخلق هذا الاحتكار اللين. تخيل مدى صعوبة أن تستيقظ في صباح الغد وتعمل على نقل الإيميل الخاص بك إلى أحد الشركات المنافسة، نقل كل المستندات والمواضيع الخاصة بك من على جوجل دوكس، بيع تليفونك المحمول الذي يعمل بنظام التشغيل أندرويد (وهو نظام التشغيل المفضل لجوجل) واستبداله بتليفون أي فون، تستيقظ في الصباح البارد لأنك تحولت من العش إلى جهاز آخر والذي لم يكن لديه الوقت للتعرف على العادات الخاصة بك إلخ.
هل يمكن أن تتخيل نفسك تفعل ذلك؟ أنا متأكد من أن بعض الناس المتحمسة سوف تفعل ذلك. لكن معظم البشر لا يهتمون بعمق ما فيه الكفاية، أو ليس لديهم خيار التوقف عن استخدام جوجل.
كيف يمكنك التوقف عن استخدام جوجل، عندما كانت كل سيارة ذاتية التحكم لديها كاميرا جوجل؟ كيف يمكنك التوقف عن استخدام جوجل، عندما يعتمد الموقع الخاص بك على جوجل ولا يمنعه؟
كيف يمكنك التوقف عن إستخدام جوجل وعمليا كل التليفونات المحمولة من غير الأي فون تعتمد على نظام التشغيل أندرويد؟ هذا هو عالم جوجل، وجوجل يعرف ذلك أيضا.
جوجل يستعرض قوته
منع حوالي ٢٠٠ شخص من استخدام خدمات جوجل في الآونة الأخيرة لأنهم خدعوا جوجل من خلال إعادة بيع الهاتف المحمول الذكي بيكسل. استيقظ هؤلاء الناس في صباح أحد الأيام ووجدوا أنهم لا يمكنهم تسجيل الدخول على” الجي ميل”، وأنهم لا يمكنهم الدخول على الجوجل دوكس، وما إذا كانوا يعيشون في المستقبل (ربما يكونوا اكتشفوا أنهم لا يستطيعون استعمال السيارة ذات التحكم الذاتي وتطبيقات جوجل الأخرى) يبدوا أنهم حكم عليهم بالموت الرقمي.
حاليا، تسببت الضجة العامة في تراجع جوجل عن قراراتها وإعادة إحياء حسابات هؤلاء الأشخاص، لكن هذه الفقرة تبين لك قدرة جوجل.
خلاصة القول، ليس مطلوب من جوجل ( بموجب القانون) أن يخدم الجميع، أو على الأقل أن يكون “عادلا” في توصياته عن الخدمات. وكما أنه يجمع المزيد من القوة ويصبح أكثر انتشارا في حياتنا اليومية، سوف نحتاج إلى إيجاد آليات لضمان أن جوجل وخدماته يتم تقديمها للجميع وذلك لمنع الناس من أن تترك خارج النظام وأن يمكن الناس من أن تستمر في الحديث ضد جوجل والاحتكارات الأخرى.