أيهما أقرب لوظيفة مدير المحتوى.. هل رئيس التحرير، أم رئيس القناة ؟
قبل 5-7 سنوات تقريبًا لربما كانت طبيعة عمل رئيس التحرير هي الأقرب، عندما كان عرش النص هو الملك على الانترنت، أما الآن فالصحافة الرقمية باتت تعتمد على الصورة/ الفيديو جنبا الي جنب مع النص، والعام القادم سيستولى الفيديو على 80% من المحتوى الموجود على الانترنت، وفقا لدراسة سابقة لشركة سيسكو.
هذا لا يعنى أن النص انزوي، على الاطلاق، فله جمهور حتى من المراهقين، وله أيضا مميزاته العديدة وطريقة عرضة المبتكرة، وفي الأساس هو ليس في محل منافسة مع الفيديو، حتى أن الاتجاه الحالي في الفيديو يعتمد على النص العريض الواضح عوضا عن التعليقات الصوتية، وهذا ليلائهم أكثر جمهور المتصفحين من على الموبايل، الذين تجاوز عددهم المتصفحين من على “ديسك توب” عالميًا.
المزيد عن.. رئيس التحرير VS مدير المحتوى البقاء لمن ؟
في مطلع عام 2017، باتت هناك الكثير من النظريات المتعلقة بالصحافة الرقمية على المحك، مثل عنصر السرعة الذي ظل طويلا هو البطل رقم واحد لدي الكثير من المواقع.
مع انتشار الأخبار المفبركة وغير الدقيقة، وتنبه الجمهور والسياسيين لخطورة ذلك، وظهرت دعوات جادة لمراجعة هذه المفاهيم، نتج عن ذلك تغيرات كثيرة ودورات عمل”Work flow” مختلفة دخل غرف الأخبار تضع الدقة في الصدارة حتى لو كانت على حساب سرعة النشر كما فعلت BBC.
ولكن الأمر ليس سهلا أبدا، فالأخبار المتأخرة قد لا تكون أخبارا أبدا.
لذا باتت وظيفة مدير المحتوى” Content Manager” الآن أكثر صعوبة وتطلبا للعديد من المهارات التي كان يجب أن يتصف بها رئيس التحرير وفقا لمنظومة “الورقي” المنضبطة، ومهارات رئيس القناة وفقا لمنظومة “الصورة” المبهرة. أضف لذلك مهارات تتعلق بالجانب التقني والتجاري أيضًا.
باختصار باتت الأن المسؤوليات على مدير المحتوى أضعاف ما كانت عليه الوظائف المشابهة في المؤسسات الإعلامية القديمة.
وأبرز الاختلافات هي:
نطاق المسؤولية:
نطاق المسؤولية تعدى مرحلة انتاج المحتوى ليكون مسؤولا عن تسويقه وبيعه أيضًا، فما فائدة محتوى جيد لا يصل للجمهور ولا يتفاعل معه، ولا يترجم ذلك لنموذج ربحي.
نطاق المسؤولية لمدير المحتوى بات أوسع فلم يعد محصورا بنطاق جغرافي معين مثل من يشترى الصحف، أو عبر وسيط واحد مثل مشاهدي التليفزيون على الكابل أو من خلال قمار صناعي بعينه.
فكونك على الإنترنت معناه أن جمهورك بات أكبر بكثير من النطاقات التقليدية المحدودة بمكان وزمان أو حتى باللغة، وباتت طرق الوصول له متعددة، من الموبايل والكمبيوتر والتابلت وحتى التليفزيونات الذكية؛ وهذا يعطي فرص تكاد لا تكون محدودة، وأيضا مسؤوليات تجعل ساعات عمل وتحفز مدير المحتوى 24 ساعة On Call.
البطل متعدد:
في منظومة الصحافة المطبوعة كان النص مدعوم بعناصر بصرية هو البطل دون منازع، والخبر الوجبة الأساسية، ولم يكن يشغل بال رئيس التحرير، سؤال كيف سيقدم ذلك؟ لأن الورق إمكاناته محدودة.
لكن في الصحافة الرقمية مسؤولية مدير المحتوى تشمل ولا تقتصر على النص والصورة وفيديو وجرافيكس والملفات التفاعلية، وهذا يلزم أن يكون منتهبا لكيفية توظيف كل عنصر في يده، ويجب ايضا أن تكون لديه القدرة على ابتكار عناصر متعددة ومتداخلة، وهو ما يفوق ما يحدث في أي منظومة ورقية أو تليفزيونية.
دورة العمل :
في الصحافة الورقية والتليفزيونية دورة العمل على تعقيدها إلا أنها تعد أكثر بساطة بكثير من دورة عمل المحتوى الرقمي، فبخلاف أن دورة العمل هناك تنتهى غالبًا بمجرد بث أو نشر المحتوى، لكن الصحافة الرقمية يصاحب النشر فيها جهد لا يقل عن مرحلة ما قبل النشر.
دورة العمل في الصحافة الورقية والتلفزيونية لا تطلب تفاعلا مع الجمهور إلا بعد النشر، بينما في الصحافة الرقمية يبدأ التفاعل مع الجمهور قبل التفكير في المحتوى نفسه، فغرف الأخبار الرقمية تبدأ يومها باستطلاع أهم ما يبحث ويتحدث عنه الجمهور، ومن هنا تبدأ رحلة التفاعل التي تستمر مصاحبة لكل عمليات انتاج المحتوى ونشره ومتابعة وردود الفعل حوله، ثم يبدأ التفكير مجددا في محتوى يعكس في أغلبه دور التفاعل السابقة، وهكذا.
وهذا يعنى أن دورة عمل الصحافة الرقمية تبدأ من الجمهور، وتستمر معه دون نهاية، وهذا يلقى بعبء كبير على مدير المحتوى، الذي انضم لمهامه التي تجمع بين جزء كبير من عمل رئيس التحرير/رئيس القناة مهمة أخرى بسيطة.. وهي متابعة أفعال وردود فعل الجمهور!
وهنا عليه أن يوجد بنفسه ولنفسه آلية محدثة ودقيقة تمكنه من أن يضع أذن في غرفة الأخبار وأخرى بين الجمهور.. وهناك عشرات الأدوات التي تتيح ذلك.
مهام مدير المحتوى:
مدير المحتوى هو المُشرف العام على محتوى الموقع/المواقع الإلكترونية، هو مسئولاً كذلك عن خلق وتعديل وتحديث المحتوى.
بعض مديري المحتوى يركزون بشكل كبير على المحتوى فقط، وبعضهم يركز على إدارة الموقع فحسب. ولكن النماذج الحديثة باتت تضمن هاتين المهتمين إدارة المحتوى، وإدارة دورة العمل والقائمين على المحتوى.
تعتمد استراتيجية إدارة المحتوى في الأساس على ابتكار ونشر وإدارة المحتوى، لتحقيق أهداف المؤسسة، وفقا للأرقام والمؤشرات المستهدفة.
الأمر في مجملة يتطلب إبداعـًا، ومهارات قيادية، وبالطبع موهبة في الصحافة وتمكن يشمل كيفية توظيف
النص والصور والفيديو.
ويمكن وضع المهام في عناوين عريضة ( إدارة المحتوى/إدارة القائمين على المحتوى/إدارة تسويق المحتوى/المشاركة في إدارة الجوانب التقنية/التجارية)
مسؤوليات مدير المحتوى:
– البحث عن كافة المصادر المعتبرة لإنشاء محتوى يتمتع بالأصالة والجاذبية.
– العمل على استخدام أفضل منظومة لإدارة المحتوى (CMS)، مع توفير أفضل أدوات نشر ممكنه لفريق العمل.
– إدارة رؤساء الأقسام المعنين بإنتاج المحتوى، وتوفير سبل تدريب وتطوير دائمة تتناسب مع التطوير الكبير المتسارع في الأدوات الرقمية.
– التعاون مع فريق التصميم والتطوير لتحديث شكل وأداء الموقع أو المواقع، وما يتعلق بذلك من دراية بأساسيات تصميم المواقع، ومفاهيم User-Experience وأيضا User-Interface، بالإضافة لمعرفة أولية بإمكانات لغات البرمجة المختلفة المتعلقة بالعمل الصحفي.
– مراقبة الإقبال وحركة الدخول والتفاعل في الموقع، من خلال قراءة وتحليل أدوات رصد حركة الزيارات على المواقع، والتجاوب مع التعليقات وردود الفعل على الموقع، وإجراء التغييرات الضرورية بناءً على تحليل ردود الفعل ومدى استجابة الزائرين والمشتركين لنوعيات معينة من المحتوى.
– الأشراف على محتوى الوسائط المتعددة، وهذا يتطلب معرفة جيدة بأدوات وقوالب النشر وأدوات تحرير الفيديووالصور الشهيرة.
– خبرة في عملية جدولة وتحديث المحتوى، من حيث التوقيت والنوعية على الأقسام المختلفة في المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي المناسبة.
– وضع دورة عمل ذكية، والعمل على تطويرها وفقا لمقتضيات العمل، سواء في فترات النهار والليل، وأيام العمل والعطلات، إلخ.
– اكتشاف طرق لإعادة توظيف المحتوى الموجود، وتوظيف متعدد للمحتوى القديم بما يضمن حسن استغلاله وتوزيعه مرات عديدة، سواء من خلال فريق المحتوى، او من خلال أدوات نشر سهلة بالتنسيق مع المسؤولين عن التصميم والمطورين.
– التأكد من أن المحتوى المنشور لا ينتهك القوانين أو المعاير المهنية أو الاخلاقية التي وضعتها المؤسسة.
– إزالة المحتوى غير المناسب أو غير القانوني فور علمه به.
– الإشراف على انتاج الموضوعات والقصص الرئيسية، والتأكد من أنها ملائمة لسياسات المؤسسة وأهدافها.
– وضع استراتيجية تتماشى مع الأهداف التسويقية قصيرة وطويلة الأمد.
– إدارة عملية توزيع المحتوى على المنصات المختلفة والقنوات على الإنترنت.
– المساهمة في تطوير وتوجيه منظومة المحتوى على مدار الساعة، بواسطة فريق معاون.
– تمثيل المؤسسة في المحافل كافة، وضمان بناء علاقة عمل استراتيجية مع الشركاء والموزعين والمعلنين.
إعداد: خالد البرماوي