كتب: ايهاب الزلاقى
هل يمكن رؤية فيروس كورونا من الفضاء؟ يمكن ذلك إذا كنت تعرف أين تبحث. منذ شهر يناير الماضى، كانت شركة التكنولوجيا “ماكسار” تلتقط الصور من الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض لنقاط انتشار الفيروس الساخنة فى أماكن مثل الصين وإيطاليا والولايات المتحدة. وتعمل هذه الشركة على التصوير بأعلى دقة متاحة تجاريا، حيث تقوم ببيع هذه الصور للعملاء بما فى ذلك الحكومات والمنظمات غير الربحية، بالإضافة إلى وسائل الإعلام خاصة عند وجود أحداث ضخمة.
ويقول ستيفن وود، المدير العام للشركة: “أعمل هنا منذ ما يقرب من عشرين عاما، وقمنا بتغطية عدد من الأحداث الكبرى مثل إعصار كاترينا، وأحداث سبتمبر، والزلازل فى أنحاء العالم. وخلال السنوات الماضية قمنا بتصوير حرائق الغابات الكبرى وأوضاع اللاجئين فى شمال سوريا، والأمر ينطبق على ما يحدث فى كوكب الأرض كله حاليا مع انتشار فيروس كورونا”.
الأقمار الصناعية لشركة “ماكسار” قامت بتوثيق انتشار الفيروس من خلال تأثيره على النشاط البشرى، ففى أواخر يناير الماضى بالقرب من مدينة “ووهان” الصينية موطن انطلاق الفيروس كان الطقس الغائم يعنى أن القمر الصناعى لا يمكنه رؤية ما يحدث، ولكن بمجرد أن صفت السماء تمكنت الأقمار الصناعية من التقاط صورا واضحة للغاية لمستشفيات ضخمة يجرى بنائها فى أيام قليلة، ويقول وود: “لم أر فى حياتى شىء كهذا.. إنه أمر غير مسبوق”.
آثار انتشار الفيروس يمكن رؤيتها من الفضاء بعدة طرق أيضا، أماكن انتظار سيارات الأجرة فى المطارات تمتلىء فجأة بالسيارات لأنه لا أحد يتحرك. المواقع الدينية الكبرى مثل مكة بالسعودية وميدان القديس بطرس فى الفاتيكان تخلو من الناس تقريبا، مدن هائلة مثل ميلانو وسان فرانسيسكو تبدو فارغة من السكان. يقول وود: “مع كل مدينة شاهدتها خلال الفترة الماضية رأيت أعداد الناس تقل بشكل تدريجى، وبقدر ما أستطيع أن أقول يأخذ الناس الأمر على محمل الجد والحكومات تأخذ الموضوع على محمل الجد”.
ونظرا لأن “ماكيسار” لديها مكتبة صور عامرة بعمر عقدين من الزمن لكل كيلومتر مربع من الأرض، يستطيع محلليها بسهولة أن يقارنوا صور اليوم بصور الأمس، أو العام الماضى ومعرفة ما تغير. ومع انتشار وباء كورونا فإن هذه المعلومات قد تكون مفيدة للحكومات التى تحاول فرض الحجر الصحى أو تحديد أماكن بناء المستشفيات الجديدة. والأهم من ذلك أن الشركة ترغب فى الاحتفاظ بتاريخ مصور للوباء كما تم تسجيله من الفضاء.
يقول وود: “نلعب هنا دور الأرشيف لتوثيق تأثير ما يحدث فى تلك الفترة التاريخية، نحن قادرون على رؤية أشياء لا يراها الكثير من الناس، وأشعر أن مهمتنا الآن هى توفير الشفافية البصرية للأجيال المقبلة”.
فيما يلى البعض من هذا الأرشيف المصور: